السلام عليكم, احببت في هذه السطور ان احكي لكم ما وقع لي في يوم من الايام, وتعلمت منه درسا مهما في الحياة, لن انسى ما حدث يومها ابدا, فلولا لطف الله تعالى لكنت وقعت في مازق كبير.
انا منير,ابلغ الاربعين من العمر, اعيش في بلجيكا, بعد ان حصلت على الباكالوريا في المغرب , جئت الى هذا البلد لاتمام دراستي الجامعية,
وقد وفقني الله تعالى واشتغل حاليا كطبيب في احدى المستشفيات, حياتي العائلية مستقرة والحمد لله: متزوج ولي 3 ابناء.في احد الايام بعدما رجعت من العمل منهكا,
كنت وحيدا بالمنزل لان زوجتي وابنائي كانوا يقضون عطلتهم الصيفية بالمغرب, نزعت ملابسي الرسمية, ولبست سروالا قصيرا وقميصا خفيفا واستلقيت على اول اريكة رايتها, اردت ان استريح قليلا ثم اغتسل واهئء لنفسي  شيئا اكله, بعد ربع ساعة تقريبا من دخولي الى المنزل سمعت جرس الباب يرن, نهضت متثاقلا ونظرت عبرنظام الاتصال الداخلي, رايت رجلا اشقرا , انيقا لم يسبق لي التعرف عليه, اتجهت نحو الباب وفتحته, القيت التحية مبتسما فاذا به يرد بنبرة غاضبة ويقول انني قمت بخدش سيارته التي كانت في الموقف الذي كان بدوره مقابلا لمنزلي, اجبته بالنفي وبانني من المستحيل ان اقدم على مثل هذا العمل ولن اجرؤ ابدا على فعل عمل مشين كهذا, وحتى وان قدر ان حدث  لسبب او لاخر ساتصل بشركة التامين وكذلك الشرطة لاتخاذ الاجراءات اللا زمة في مثل هذه الحالات, لكن ذلك الشخص لم يقتنع ابدا بكلامي, كان يصر على ما يقول, وتاكيدا لكلامه دعاني لرؤية الخدوش التي حسب رايه تسببت فيها, وبالفعل رافقته الى السيارة واخذت اتفحصها واضعا يدي على سيارته حتى اتمكن من لمسها وبالتالي ربما فك هذا اللغز, اكدت انني لم اكن  انا الذي تسبب في هذه الخدوش ,بل لم يسبق لي ان رايت السيارة ابدا, ولربما هناك شخص اخر تسبب في كل هذا,ابديت اسفي الشديد على كل ما حدث, القيت التحية و انصرفت, دخلت الى المنزل واستلقيت مجددا على الاريكة حتى استريح لاني قضيت ليلة كاملة في المستشفى حيث اعمل,  والان انا اتوق الى قسط من الراحة,
لم تمر عشر دقائق مرة اخرى حتى سمعت جرس الباب يرن من جديد, كان نفس الشخص لكن هذه المرة  جاء مصحوبا برجال الشرطة,بادر الشرطي بالتحية وقال لي:سيدي انك متهم بتخريب سيارة هذا الشخص, فارجو الان ان تاتي معنا الى المركزحتى نحرر محضرا للواقعة, اجبته ان هذا الشخص مخطئ, وهو يتفوه بكلام لا دليل عليه, اجاب الشرطي: سيدي انه يملك دليلا ملموسا يثبت ما يقوله, واراني الهاتف, كان الدليل الذي يزعمه فيديو صوره ذاك الشخص عندما جاء في المرة الاولى وذهبت معه لتفحص السيارة واضعا يدي عليها, انتهز الفرصة واخذ يوثق الحادثة لكي يوهم الجميع انني المذنب وهو ضبطني بالجرم المشهود, استاذنت من الشرطي لتغيير ملابسي, اتصلت بالمحامي وشرحت له باختصار ما وقع, ثم استقليت سيارتي وتبعتهم الى المركز.
عندما وصلنا الى مقر الشرطة وجدت المحامي قد سبقني هناك, تحدثت معه قليلا على انفراد موضحا له موقفي, دخلنا الى مكتب الضابط الذي اعاد على مسمعي نفس الحديث السابق مؤكدا اني متهم في هذه الواقعة وان الفيديو المصور خير دليل على ذلك, بدات ادافع عن نفسي { بحضور المحامي} وهذه المرة بفيديو يشرح كل ما وقع, فما كان يجهله الجميع خصوصا ذلك الشخص الذي اتهمني ان في شباك منزلي كنت اضع كاميرا تصور ما يجري امام الباب, لم اضعها هذا اليوم خصيصا لهذا الحدث, ولكنها كانت هناك منذ شهور, لاني كنت مولعا بمثل هذه الاشياء والفضل في ذلك يعود لاخ لي يعمل كمهندس في هذا المجال, وهو من اقنعني يوما بضرورة وضع الكاميرا في بعض الاماكن,خاصة وان منزلي كان يوجد في الطابق الارضي, امامه حديقة صغيرة ويوجد بين الحديقة والفضاء العمومي حاجز مكون من اشكال من الحديد مما يسمح بتوثيق ما يجري في الحديقة وفي الشارع , نظر الضابط والمحامي والشخص المدعي الى الفيديو عبر هاتفي: ظهرت اولا وانا راجع من عملي مرتديا ملابسي الرسمية حاملا حقيبتي في يدي, دخلت المنزل دون ان المس اية سيارة, بعد 15 دقيقة تقريبا, ظهر ذاك الشخص وهو يرن الجرس, ثم خرجت انا بملابس مغايرة, تحدثت معه, بدا يشير بيده الى السيارة, ثم اتجهت اليها واضعا يدي عليها, وظهر جليا وهو يصورني بهاتفه في تلك اللحظة, صحيح ان الكاميرا لم تسجل الصوت , لكن كل شيء كان واضحا. قال الشرطي موجها كلامه لذلك الشخص: لم يلمس السيارة قبل مجيئك اليه, وعندما لمسها كنت حاضرا, لا اظن انه خدشها وانت تنظر, اضافة الى ان الفيديو الذي قدمته لنا التقطته في هذه الاثناء, حينها بدا ذلك الرجل يتلعثم, ولم يعرف كيف يدافع عن نفسه, لان محاولة غشه واحتياله على القانون ورجال الشرطة كانت واضحة.سالني الضابط ان كنت ارغب في رفع دعوة ضده,لكني اجبت بالرفض, لان هذا الاجراء يتطلب الكثير من الوقت والجهد والمال كذلك, صافحني الضابط واخبرني بامكانية الذهاب الى حال سبيلي. لم اهتم لاحقا بمصير ذلك الشخص, هل تم عقابه على ما فعل ام لا, كان الاهم بالنسبة لي انني تمكنت من اثبات براءتي, وذلك بفضل الله سبحانه وتعالى اولا, ثم بفضل اخي الذي اقنعني بوضع الكاميرا في نافذة منزلي متجهة نحو الخارج, ومنذ ذلك اليوم اخذت عهدا على نفسي الا المس شيئا وان اكون حذرا في كل ما افعله في مثل هذه المواقف, لان هناك بعض النفوس المعتوهة التي تحاول دائما ان توقع بغيرها في الشباك ولو بالتزوير والخداع والتحايل على القانون, ليس لشيء الا لتلبية نزواتها ورغباتها المريضة, هذه النصيحة اقدمها لكل من يعرفني, واليوم اقدمها لكم ايضا, اطلب منكم الحذر والانتباه في كل المواقف التي تواجهكم في حياتكم, فنحن لا نعلم نوعية الناس التي نتعامل معها, هل هم ممن يتسمون بالانسانية والاخلاق العالية, ام من اولئك الذين يتصفون بالانانية والاستغلال والذين همهم الوحيد هو الوصول الى مبتغاهم مهما كلف الامر والذين من بين مبادئهم: الغاية تبرر الوسيلة

No comments