السلام عليكم, انا عزيز, شاب بسيط في اوائل الثلاثينات, اعمل حاليا باحدى الشركات بايطاليا, قبل ذلك , عندما كنت في بلدي الام, كنت اعمل عملا بسيطا, شاقا, لاني لم اتمكن من اتمام دراستي, لكن كانت الحيوية وحب العمل يملاني, وكان كسب المال الحلال مبدئي في الحياة, كنت كل صباح استعين بالتوكل على الله سبحانه وبدعوات والداي العزيزين واذهب للعمل,وكنت اطمح دائما الى تحسين مستواي المعيشي, واثقا ان الله تعالى سوف يفتح لي ابواب الخير في يوم من الايام.
وبالفعل جاء ذلك اليوم عندما اخبرني صديقي الذي كان يقطن بايطاليا بوجود عقد عمل يمكنني من الالتحاق به, تمكنت من شرائه لاني طوال فترة عملي كنتكلما سنحت لي الفرصة ,ادخر بعض المال لتحقيق هذا الحلم الذي كان يراودني منذ سنين عديدة وباقي المبلغ ساعدني به صديقي الذي لن انسى مساعدته لي ابدا. اخيرا جاء اليوم المنتظر, وتمكنت من الذهاب الى ايطاليا, وبفضل الله تعالى ومساعدة صديقي تمكنت من ايجاد عمل و من الاستقرارالذي طالما حلمت به, ومع مرور الوقت , تمكنت كذلك من شراء شقة في بلدي الاصلي, وساعدت اسرتي الصغيرة في كل ما كانت تحتاجه. في احدى مكالماتي مع والدتي, اقترحت علي ان اتزوج واكون اسرة بدل بقائي وحيدا في هذه الغربة, واقترحت علي ابنة خالتي, وبما انني لم اكن من اولئك الشبان الذين لهم علاقات عديدة مع الفتيات, ولم تكن تربطني اية علاقة عاطفيةباية فتاة وافقتها الراي, خصوصا واني اعرف جيدا ابنة حالتي: فهي فتاة جميلة,انيقة, ذات مستوى دراسي لا باس به, تصغرني تقريبا باربع او خمس سنوات, قلت لامي مازحا:انا موافق, لنرى ان كانت موافقة هي كذلك على الزواج مني, فردت امي ضاحكة:اضمن لك موافقتها, لانها كلما سنحت الفرصة كانت تمدحك كثيرا بل اظن انها معجبة بك ايضا. ذهبت في العطلة الصيفية الموالية, بعد ان وافقت ابنة خالتي على الزواج مني, احتفلنا بزواجنا, كان حفلا جميلا, شاركنا فيه الاصدقاء وافراد العائلة الفرحة, لم ابخل عليها بشيء, قدمت لها كل ما كان في استطاعتي تقديمه, فقبل كل شيء هي ابنة خالتي, من لحمي و دمي, ثانيا, ستصبح شريكة حياتي ومؤنستي في غربتي واما لاولادي. بعد انقضاء العطلة الصيفية عدت الى ايطاليا, وبدات اهيئ لها الظروف المناسبة {قمت بكراء منزل مناسب لاني كنت اسكن مع بعض الاصدقاء}, وبدات كذلك في الاجراءات اللازمة لكي تلتحق وتاتي للعيش معي , في انتظار ذلك,كنت اتصل بها كلما سنحت الفرصة لذلك, نتحدث معا, ونناقش كثيرا من المواضيع, المهمة والتافهة, المهم ان نتحدث معا لنتقرب لبعضنا اكثر, ولننسجم اكثر فاكثر
كان كل يوم يزيد تعلقي بها, واحلم بذلك اليوم الذي ستلتحق بي فيه, ونبدا في تكوين اسرتنا الصغيرة , وتربية اولادنا وتلقينهم كل المبادئ والقيم التي تربينا عليها حتى يصبحوا افرادا صالحين, مندمجين في هذا المجتمع, قادرين على اعطاء صورة ايجابية عن مجتمعاتنا و ديننا, جاء اليوم الموعود, واخذت زوجتي تذكرة الطائرة للحاق بي, اخذت اذنا من العمل حتى اذهب لمقابلتها في المطار ونرجع معا الى منزلنا, اخذت سيارتي واتجهت الى المطارو لسوء حظي كان الطريق مزدحما, كان السبب ربما حادثة سيرمما جعلني اتاخر ولا اصل في الوقت المناسب, كنت افضل ان اصل اولا وان تجدني في انتظارها, لكن لا مشكلة,سوف اشرح لها السبب وسوف تتفهم الامر, فقد اوصيتها في اخر مكالمة لنا قبل صعودها الطائرة ان تنتظرني في المطار اذا لم اتمكن من الوصول في الوقت المحدد. [FB1]وصلت, دخلت مهرولا متلهفا لرؤيتها واخذها بين ذراعي لكني لم اجدها, بحثت عنها في كل ارجاء المطار لكن بدون جدوى, بدا القلق ينتابني, سالت ان كانت الطائرة الي كانت على متنها قد وصلت في امان الله وحفظه, وكانت الاجابة نعم, بدات اتصل على الواتساب, لكنها لم ترد, اتصلت باخي لانه هو من رافقها الى المطار, فاكد لي انها ركبت وكل شيء مر في امان الله, لولهة احسست اني تائه ولم استطع التركيز, فجلست في احد المقاعد وانا اتصل مرة تلو الاخرى, لعلها في احد المراحيض, او لعلها نتنظرني في احدى المقاهي, لعلها هنا او هناك, نهضت وبدات ابحث من جديد والهاتف في يدي, فاذا بي اتلقى رسالة من هاتفها: ارجو ان تسامحني على ما فعلت, حاولت ان احبك لانك انسان طيب لكني لم استطع, لان قلبي يسكنه انسان اخر, فرقتنا الظروف, لكن اليوم التقيت به وذهبت للعيش معه هنا في ايطاليا, استسمحك مرة اخرى, وشكرا على كل ما فعلته من اجلي. قرات الرسالة عدة مرات, وفي كل مرة لم اكن افهم شيئا وكانها مكتوبة بلغة غريبة لم اتمكن من استيعابها, كنت اقرا الرسالة وانظر الى الرقم الذي بعثها, وكلي امل ان تكون مبعوثة بالخطا, او ان تكون مزحة, و تظهر زوجتي في اي لحظة قائلة انها كاميرا خفية, مرت عدة افكار في راسي وانا استوعب الامر تارة وارفضه اخرى: استوعبه لان في هذه الدنيا لا شيء مستحيل, فيمكن ان يحدث اي شيء من اي شخص وفي اي زمان ومكان, ثم ارفضه لان ابنة خالتي وافقت على الزواج مني بمحض ارادتها,فلا احد ولا شيء اجبرها على ذلك. بعد ساعتين تقريبا وبعد فشلي في الاتصال بها, استقليت سيارتي واتجهت الى منزلي بمفردي وانا احاول التغلب على الصدمة واستيعاب ما وقع رغم انه يفوق خيال الافلام السينمائية. وصلت الى المنزل والقيت بجسمي على اول اريكة رايتها وبدات اتساءل: لماذا؟ فانا لم اعاملها الا بكل حب واحترام قبل وبعد زواجنا, لماذا عاملتني بهذا الجحود وهذه الانانية وهذا الاستغلال, كان بامكانها رفض الزواج مني بما انها كانت مغرمة بشخص اخر ولم تتمكن من نسياته؟ كنت ساتقبل الامر بصدر رحب, وكنت ساتمنى لها زواجا سعيدا موفقا بدل ان تستغلني بهذه الطريقة البشعة وتجعل مني ومن مشاعري قنطرة توصلها الى حبيبها الذي لم يبذل اي مجهود للحصول عليها,, ولربما كنت ساساعدها ماديا لتتمكن من اللحاق يه, نمت وانا على هذا الحال, ولم احس الا و اشعة الشمس تداعب وجهي, نهضت متثاقلا واتصلت برئيسي في العمل لاخذ اذنليوم اخر لانه لم تكن لدي الرغبة في الخروج من المنزل ولا في التحدث مع اي شخص , الشخص الوحيد الذي اتصلت به هي امي, اخبرتها بما حصل ولم تستطع هي الاخرى ان تستوعب ما حصل في البداية , لكنها فهمت ما جرى وذهبت فيما بعد عند اختها, لامتها وعاتبتها وتخاصمت معها ومع كل اسرتها الصغيرة لانها حسب قولها تتحمل جزءا من المسؤولية بما انها لم ترب ابناءها كما يجب.اما انا, بعد طلاقي وبعد مرور بضع سنين, تزوجت من شابة تعرفت عليها هنا في ايطاليا, وكان هذا اول شروطي , بالطبع كانت على خلق, لكن كنت ارى ان شرطي ذاك {يجب ان تكون من المقيمين في ايطاليا } سوف يضمن لي نوعا ما ان من توافق على الزواج مني سوف تقبل لشخصي وما انا عليه, وليس لاني اعيش في الخارج فقط, اعرف جيدا انها فكرة لا اساس لها من الصحة لانه لا يمكننا التعميم, فيمكن ان تاتي بزوجتك من البلد الام وتكون لك الزوجة والصديقة والحبيبة, كما يمكنها ان تكون من المقيمين في الخارج وتقبل الزواج منك لغرض في نفس يعقوب, ونفس الشيء ينطبق على الرجل, لكنها كانت فكرة تسيطر علي وعلى تفكيري لاقصى حد, ولم استطع التخلص منها بتاتا. على كل حال , كافاتي الله تعالى بالزوجة الصالحة, المحبة والحنونة, ولدينا ثلاثة اولاد, يعتبرون هم وامهم سبب بهجتي وسروري في هذه الغربة, حياتنا مستقرة, تسودها المودة والرحمة, اما ابنة خالتي فلا اعلم عنها شيئا لان لا احد يتحدث عنها في حضوري احتراما لي ومراعاة لمشاعري. هذه هي قصتي التي اردت مشاركتها معكم , ويجب ان اعترف لكم ان كل ما حدث رغم قساوته, يوجد بين طياته خير كثير, فلولا ما حدث لما كنت التقيت بزوجتي الحالية , حبيبة قلبي وتوام روحي ولما رزقني الله تعالى باولئك الابناء, قرة عيني والهواء الذي اتنفسه.