السلام عليكم,منذ 3 سنوات مضت, كنت اسكن انا واختي في شقة في الطابق الثاني{ نعيش في ايطاليا}, وفي الطابق الاول كانت تسكن صاحبة المنزل{ كانت سيدة ايطالية مسنة}, وفي الطابق الارضي تقطن سيدة لها نفس جنسيتنا, كانت هذه الاخيرة ذات طبع حاد, تغضب من غير سبب, في كثير من الاحيان تبدا في سبنا
وشتمنا فجاة, وفي اليوم الموالي او اليوم الذي بعده تذهب الى اختي متاسفة نادمة على ما فعلت{ يبدو ان الامر غير منطقي لكن هذا ما كان يحدث في كل مرة}لان اختي كانت تتقبل اعتذارها وتستحيي ان تعاملها  بعدم احترام لكونها سيدة اكبر منها سنا والاهم لان تربيتها واخلاقها لا تسمح لها بذلك. بعد يضعة اشهر على اقامتنا هناك, التحق بجارتنا العزيزة اخوها وزوجته وابنتاهما, ولم يكونوا احسن منها معاملة, ولا اكثر منها خلقا.
في احد الايام, بعد ان انهت اختي عملها,نزلت الى الحديقة لشرب كاس من الشاي, لم تكد تجلس حتى انهالت عليها الشتائم من كل الاشخاص, نادتني اختي لاني انا كذلك كنت في الشقة , ولما نزلت لارى ما الموضوع وجدت رجل البيت يقوم بتكسير جميع المزهريات و ينعتنا بقلة الادب والاحترام وبالوقاحة لاننا تجرانا على استعمال الحديقة لاول مرة منذ ان انتقلنا للسكن هناك والتي كنا ندفع نحن كذلك تكاليف تنظيفها وتهذيب اشجارها, اما الزوجة فقد استحضرت كل المفردات اللااخلاقية التي كانت تعرفها وتساندها في ذلك ابنتها الكبيرة{10 سنوات تقريبا}, اما البنت الصغرى{8 سنوات تقريبا} كانت تحمل الهاتف وتوثق ما يجري{ كانوا ينتظرون ردة فعل عنيفة منا, لكن في الحقيقة كانوا يصورون وقاحتهم وقلة ادبهم}, اتصلت برجال الامن وشرحت لهم ما يجري, لكن الظابط الذي اجابتي قال انه لا داعي لمجيئهم وتدخلهم لان الامر لم يتعد الكلام, اي انه لم يصل  الى الضرب الو التهديد مثلا, صعدنا انا واختي الى شقتنا, واوصيتها بغلق الباب وعدم فتحه مهما حدث لاني كنت ذاهبة الى العمل وستبقى لوحدها, وبينما كنت انزل السلم, كان الثلاثة مستمرين في السب والشتم, اقتربت من الباب الخارجي فاذا باحدى السيدتين{كانت السيدتين من جهة والرجل من الجهة التي كنت فيها ويفصل بيننا الباب}  تقوم باغلاقه في وجهي بكل قوة فاوقعتني ارضا , سقطت على ركبتي التي كانت قد تعرضت لكسر قبل سنة مضت وتم ترميمها بالتيتانيوم وكانت ما زالت ضعيفة نوعا ما, وتحطم هاتفي النقال.
ناديت اختي التي طلبت سيارة الاسعاف لنقلي الى المستشفى, في تلك اللحظة قام الرجل باجلاس ابنتيه وطلب منهما ضرب افخادهما بكل قوة ونذب وجهيهما, كنت انا واختي مشغولتين بحالتي الصحية ولسوء الحظ لم نتمكن من تسجيل الواقعة , بل لم تخطرفي بالنا الفكرة , بعد بضع دقائق وصلت سيارتان للاسعاف: الاولى حملتني الى المستشفى, والثانية حملت الفتاتين رفقة والديهما الى مستشفى اخر . بعد التاكد ان كل شيء على ما يرام عدت الى المنزل , وحاولت انا واختي مواصلة حياتنا رغم ما كنا نشعر به من ضيق وانزعاج, مرت بضعة ايام, واذا بنا نتوصل ببرقية مرسلة بالبريد المستعجل من احد المحامين مفادها اننا قمنا انا واختي بضرب الطفلتين مستندا في ذلك على سرد جيراننا الافاضل و شهادتين  طبيتين توضحان وجود اثار ضرب ونذوب عليهما, كانت اختي تعرف سيدة ايطالية لها بنت محامية, حكت لها القصة باكملها, فاعطتها رقم ابنتها للاتصال بها, وبالطبع ذهبنا اليها من اجل استشارة قانونية{ بعد اخذ موعد من طبيعة الحال} وكانت الصدمة,فبعد درس الموضوع قالت  انه من الافضل ان  نتجنبهم ونتحاشاهم والا نذهب الى الحديقة بصفة نهائية رغم ان لنا الحق في استعمالها لان لا احد سوف يصدق اننا لم نضرب الطفلتين , خصوصا ان الشهادتين الطبيتين تثبتان ذلك, ولا وجود لشهود يثبتون العكس, كما اكدت وبشدة ان القانون الايطالي لا يتساهل مع القضايا التي يكون الاطفال عرضة لها, وقالت ان كل ما يمكن فعله هو رفع دعوى اتهمهم فيها باسقاطي ارضا وايذائي{ بما انني نقلت الى المستشفى}, لكنها ستكلف نقودا كثيرة وتحتلج الة وقت طويل, اجبتها ان النقود ليست مشكلة, يمكنني انا واختي لن نتحدى الصعاب ونجمع النقود اللازمة وننتظر لسنوات شريطة ان نثبت اننا لم نقم بلمس الفتاتين, وانهما كاذبتين وفعلا ما فعلتاه لمجرد ان والدهما طلب منهما ذلك, وضربنا لفتاتين صغيرتين لا حول ولا قوة لهما شيء من سابع المستحيلات, فبالاحرى بوجود والديهما وعمتهما, انه تمر لا يصدق, اجابت المحامية ان القانون يعترف بالادلة والحجج, اضافة ان الشرطة لن تقوم باستجواب طفلتين صغيرتين وتعريضهم لهذا الموقف, فالاطفال دائما على حق, في الاخير لم يكن بوسعنا سوى كتابة رسالة كرد على التي توصلنا بها وارسالها الى محاميهم نشرح فيها ما وقع, واكدت انه ليس باستطاعتنا فعل شيء سوى الانتظار.
خرجت انا واختي ونحن نشعر بخيبة امل مبيرة, فكيف يعقل لن يتعرض الانسان للظلم ولا يكون بوسعه اثبات ذلك؟ كيف للمظلوم ان يصبح ظالما والعكس صحيح في بلاد القانون والحريات؟ بل يتم اتهامه بتهمة خطيرة كهذه ويبقى مكتوف الايدي؟ اين هو الضمير الانساني والمودة والاحترام والتضامن الذي يجمع بيننا كبشر قبل ان نكون مهاجرين ينحدرون من نفس الوطن؟ اين هي القيم والمبادئ والاخلاق؟ كيف تجرا كل من هذا الاب وهاته الام على تلقين هاتين البنتين شهلدة الزور وحثهم على الكذب؟

قلت لاختي لا عليك,نحن لم نخطئ والله شاهد على ما فعلنا, في المستقبل القريب او البعيد سوف تقف احدى هاتين الفتاتين ضد احد والديهم كذبا اولشهادة الزور, فنحن نحصد ما زرعناه في هذه الحياة, انه يمهل ولا يمهل, بدانا في النحث عن منزل اخر,وبالفعل بعد 5 اشهر تقريبا,تمكنا من ايجاد منزل اوسع واجمل, نحن الان نعيش حياة هادئة, مستقرة وخالية من الضغوطات والمشادات فاللهم لك الحمد والشكر.ما جعلني لتذكر هذه الحادثة ةاحكيها لكم هي انني علمت قبل بضعة ايام ان هذه الاسرة الكريمة استحوذت على المنزل باكمله بعد خروجنا وبعد وفاة السيدة الايطالية: الزوجان وابنتيهما في الطايق العلوي حيث كنا نسكن,والاخت في الطابق السفلي, وربما كان هذا هو الهدف من كل ما وقع يعني اخراجنا من شقتنا والسكن فيها.

No comments