بالأمس كان لدي موعدفي القنصلية المغربية في مدينة بولونيا, وصلت قبل الوقت المحدد بربع ساعة تقريبا, كنا مجموعة من الاشخاص نقف هناك في انتظار موعد الدخول, واذا بشاب عربي يتجه نحونا, كان يبدو انه متسكع, مدمن وهذا كان واضحا جدا من خلال لباسه القديم, المتسخ, وكذلك من خلال النذوب البادية على ذراعيه{نذوب شفرة او ربما سكين} بدا يقترب منا ويتلفظ بكلمات بديئة وغير اخلاقية

, ويتحدث في مواضيع متعددة  ومختلفة وغير مترابطة, فتارة يتحدث عن نفسه ويتباهى بها, وتارة يتحدث عن العمل في ايطاليا, وعن صعوبته, وان امثاله من الرجال هم من يستطيعون التاقلم والاستمرار مع ضغوط الغربة وصعوباتها, وتارة اخرى يقارن بين النساء العربيات والاجنبيات ويسرد سلبيات وايجابيات كل منهما, كان الوحيد الذي يتحدث, وبين الفينة والاخرى يطلب راي احد الاشخاص ان كان يؤيده فيما يقول ام لا, لكنه كان يتلقى التجاهل في معظم الاحيان, في الاخير,ذهب الى احد الاماكن المجاورة وبدا يحتسي الجعة امام انظار الجميع.   
ما تبادر الى ذهني في تلك اللحظه , هو انه يمكن لذلك الشاب ان يعمل لبضعه اشهر ويشتري بعض الملابس الجديدة, وكذلك سيارة مستعملة ويذهب الى بلده الاصلي متباهيا بتلك السيارة   وبكونه قادما من احد الدول الاوروبية ,والطامة الكبرى اذا ذهب لخطبة احدى الفتيات التي ستعتبره الفارس المغوار الذي انتظرته وربما الحل لجميع مشاكلها, لماذا اقول هذا الكلام؟ لانه اعتدنا عندما ياتي  احد لخطبة احدى الفتيات نكتفي بمعرفة انه في هذا البلد الاوروبي او ذاك,  فكثيرا ما اسمع : لقد خطبت فلانة,  من خطبها ؟خطبها شاب يعيش في فرنسا او ايطاليا او ما الى ذلك ….وهنا تنتهي الاسئلة,  وكان مجرد كون الشاب يعيش في احدى هذه الدول يضمن الاستقرار والحياة الهادئة المتوازنة التي طالما طمحت لها وحلمت بها تلك الفتاة,  بينما عندما يكون الشاب مقيما بالبلد الاصلي تتوالى عليه الاسئلة عندما يريد الزواج: ما هو عملك؟ ما هو الاجر الذي تتقاضاه ؟ هل لديك منزل ؟هل تصلي؟  وما الى ذلك من الاسئلة , انا لا اعمم لاني اعلم جيدا ان كثيرا من الاسر تبحث عن الشاب الخلوق المتدين الذي يسعى الى كسب قوت يومه بالحلال وبكل جد واجتهاد ,وانا لست ضد طرح الاسئلة والتعرف على الشخص الذي سوف تكون ابنتنا او اختنا زوجه له , لانها ستقضي باقي حياتها معه , ولانه سيكون سندها وشريكها في السراء والضراء, لكني ضد ان لا تطرح مثل هذه الاسئلة على من يقطنون خارج البلاد وكان كل الاسئلة تم اختصارها في كونه يعيش بالخارج , نحن لا نعرف مستواه المعيشي , ولا مستواه الثقافي,  ولا الطريقة التي يكسب بها نقوده , هل يعمل عملا حلالا ام لا؟  ام يعتمد في حياته على المساعدات التي تمنحها الدولة التي يقطن بها فقط؟ هل يخاف الله سبحانه ام لا؟ ام انجرف وراءالحرية المطلقة والاستمتاع اللامشروط بالحياة؟  فارجو الا تغرنا المظاهر وننسى الجوهر,  وفي الاخير اريد ان اوضح اني لست ضد المهاجرين ولا اتحامل عليهم , لاني انا كذلك انتمي اليهم,  بل اريد فقط ان اقو ل انه يجب علينا التريث ,وان نسال عن من جاءنا خاطبا بغض النظر عن مكان سكنه  و عمله , المهم ان يخاف الله ويكسب قوته في الحلال,  فكم من سيده كانت تحلم بالحياة الوردية في احدى البلاد الاوروبية لكنها صدمت بالواقع عندما جاءت رفقه زوجها وندمت على الاقتران به اصلا لانها اكتشفت انه لا يمس للرجولة بصلة

 

No comments