السلام عليكم,انا سيدة في اواخر الاربعينات, مجازة, واشتغل كمدرسة في مدرسة ابتدائية خصوصية في احدى المدن الكبرى. منذ خمسة و عشرون سنة , عند تخرجي من الجامعة, لم اجد عملا في مجال تخصصي فاضطررت للعمل باحدى المدارس الابتدائية كمعلمة في مادة الرياضيات بما ان تكويني كان علميا.  كانت المدرسة بعيدة نوعا ما,لذلك كنت اضطر انا وزميلاتي للبقاء هناك طيلة النهارو بالتالي تناول وجبة الغذاء معا, واثناء ذلك كنا نتجاذب اطراف الحديث ونناقش بعض الافكاروالمواضيع.
في احد الايام
بدات المعلمات يناقشن موضوع الزواج الصفات التي يجب ان يتصف بها زوج المستقبل, وبدات كل منا تسرد الصفات التي يجب ان تكون بالنسبة لكل واحدة منا, كذلك الصفات التي من المستحيل التغاضي عنها, تقريبا جل المعلمات لم تكن لهن شروطا كثيرة,فبالنسة لهن يكفي ان يتقدم لهن رجل خلوق, لا اهمية لمستواه الثقافي, ولا لمستواه المادي, ولا عيب في ان يكون متزوجا, ولا ضرراذا كان يتصف بقليل من الانانية,لم اتفق معهم بطبيعة الحال, وبدات اوضح وجهة نظري, واسرد الصفات التي احبذ ان يتصف بها شريك حياتي, وكذلك الشروط التي لن اتنازل عنها البتة, وللتوضيح فقط , لم تكن شروطا تعجيزية لكن كنت اراها شروطا معقولة تضمن العيش في استقرار وتفاهم ومودة: مثلا ان لا يكبرني بسنوات عدة,ذا مستوى ثقافي مقبول, ومادي معقول حتى نتمتع بنوع من الاستقلالية المالية, بدات زميلاتي في الضحك, فاذا باحداهن تقول لي:انت ما زالت لديك هذه الشروط لانك ما زلت شابة, في بداية حياتك, لكننا نحن في اواخر الثلاثينات و منا من تجاوزت سن الاربعين بعدة سنوات, ونحن كذاك كانت لدينا نفس شروطك و ربما اكثر, لكنها اخذت في النقصان والتراجع مع مر السنين, وانت كذلك سوف تتغاضين عن بعض الامور ان لم اقل اكثر, وتقدمين بعض التنازلات كلما مر الوقت.
انا الان ابلغ تسعة واربعين عاما, ولست متزوجة, ومازلت متشبتة برايي, ولم استطع ابدا تقبل شخص لمجرد انني كبرت, ولمجرد ان القطار قد فاتني كما يقال{ مع العلم انني لا اؤمن بهذه المقولة} بل على العكس تماما,زادت متطلباتي و شروطي, هي ليست شروطا, بل اساسيات لزواج ناجح, مستقر, واذا لم تتوفر لا عيب في الا اتزوج, فنحن لا نتزوج من اجل ان نتزوج, بل لايجاد ذلك الشخص الملائم , الذي تربطنا به المودة والرحمة, والذي نحس معه بالاستقرار, ذلك الشخص الذي يستحق ان نترك والدينا واخوتنا ونذهب للعيش معه, اما ان ارمي بنفسي الى التهلكة لمجرد انني كبرت, ولمجرد ان الوقت قد حان لتكوين اسرة, ويكون لي ابناء فلا والف لا, لن اقبل اذا رايت ان هؤلاء الاطفال سيعيشون في بيئة ووسط غير ملائمين,واذا احسست انني لن اعيش التوازن النفسي والمادي, والاستقرار العاطفي حتى اتمكن من القيام بدوري على احسن وجه, سواءا معهم او مع والدهم.
من حين لاخر اتذكر زميلاتي وكلامهن وابتسم,لاني اظن على العكس تماما, فعندما يكون الشخص صغير السن, لا يعطي بعض المواضيع اهمية كبرى, واختياراته تعتمد اكثر على المشاعر والاحاسيس, ويتصف بنوع من المغامرة والاندفاع ,اما عندما يصبح اكبر, فقراراته تعتمد على العقلانية والمنطق والحذر خصوصا,لا اعرف ان كنتم تتفقون معي او لالكن هذه هي افكاري وانا مقتنعة بها كل الاقتناع.

No comments