السلام عليكم,انا حليمة, قصتي بدات عندما تزوجت جميع صديقاتي واخواتي بينما انا لم يات لخطبتي اي شاب رغم اني كنت  خلوقة, ذات جمال مقبول وتعليم متوسط, صحيح اني لم اكن اتلقى اي انتقاذ ممن حولي لكن كنت ارى ان الايام تمر وكذلك الاشهر والسنوات وانا ما زلت اتوق لذلك الزوج الذي سوف ابني معه
حياة زوجية وردية, واكون بصحبته اسرة سعيدة مترابطة, وفي كل سنة تمر, كنت ارى ان حظوظ تحقيق هذه الامال تقل شيئا فشيئا.
كنت اقضي معظم وقتي في العمل , كان لدي مشروعا متوسطا في الحلاقة, وكان لدي مجموعة من العاملين لان اموري كانت تسير على ما يرام, فقد عملت كثيرا حتى اتمكن من انجاحه وتطويره, كان من بيت  العاملين شاب طموح نشيط ووسيم, كان في كل مناسبة  يثني علي  وعلى شخصيتي وعملي, الى ان جاء اليوم الذي طلب فيه الزواج مني, في البداية ترددت لانه كان اصغر مني بست سنوات, لكن بعد تفكير عميق وبعد استشارة من حولي قبلت الزواج منه{ طبعا بعد موافقة والداي}, كنت اقول لنفسي: ساتزوجه واحاول ان يكون لي منه ولد او بنت, واذا لم يقدر لنا مواصلة العيش معا فلن اخسر شيئا, بل ساكون الرابحة في جميع الحالات, فالاهم بالنسبة لي ان احس بذلك الاحساس الرائع بالامومة, وبالفعل تزوجنا, وكانت الحياة بيننا رائعة, لم يشعرني ابدا بفارق السن الذي كان بيننا, بل كان زوجا مسؤولا  متفهما مخلصا, بعد سنة تقريبا رزقني الله تعالى بطفلة جميلة اصبحت كل حياتي ,  واصبحت من اسعد نساء الكون : الزوج الصالح, الابنة التي طالما تمنيتها, والاستقرار المالي الذي يحلم به كل انسان على وجه الارض ,وشيئا فشيئا بدات انسحب من العمل وبدات اكتفي بزيارته من حين لاخرلاتركه يدير محل الحلاقة لوحده ولاتفرغ لبيتي وابنتي.
تمكنا بعد ذلك من شراء منزل وسيارة , وكان كل شيء يسير على ما يرام, مع مرور الوقت اصبحت اعشق زوجي, واصبح الهواء الذي اتنفسه واصبحت ثقتي به لا حدود لها, فلا داعي للشك ابدالان ابنتي الان تبلغ 15 سنة, ولو كان زوجي مخادعا محتالا لبدر منه ما يدل على ذلك منذ سنوات عدة.
لكن قبل 3 سنوات بدات المداخيل تقل, وقام زوجي ببيع السيارةلانها كانت باسمه بما انه الوحيد الذي كان يستعملها, بل اصبح حزينا, كئيبا, غير مفعم بالحيوية والنشاط اللذان عهدتهما فيه, كما انه اصبح يغيب كثيرا عن المنزل, عندما طال هذا الحال, وبعد عدة محاولات للنقاش معه, حيث كان في البداية يختلق الاعذار في كل مرة اساله عن الاسباب, اعترف اخيرا انه في مازق كبير وانه مهدد بالسجن لانه كان مدينا بمبالغ كبيرة لعدة اشخاص, لم استوعب الامر, متى حصل هذا؟ ولماذا وكيف؟ فهمت اخيرا انه كان يلعب القمار بغية الحصول على مبالغ طائلة, وفي كل مرة كان يطلب المال من هذا وذاك ويعطيهم شيكات من اجل ضمان حقوقهم, في كل مرة كان يظن انها المرة الاخيرة التي سيلعب فيها ويتمكن من ربح ذلك المبلغ الخيالي الذي سيمكنه من سداد ديونه وانقاذه من هذه الطامة التي رمى بنفسه فيها ورماني انا وابنته كذلك فيها, وقع الامر علي كالصاعقة, ثرت, صرخت وبكيت , وبعد ان هدات بدانا نفكر في الحل للخروج من هذا المازق, ولم نجد بدا من التخلي عن الصالون وعن المنزل كذلك, نعم تخليت عن كل شيئ كنت املكه بغية انقاذه من السجن ما عدا التخلي عنه هو شخصيا, لم استطع التفكير بعقلي ابدا, ففي كل مرة كان يفوز قلبي لاني لم استطع اخراجه منه, ولم اتمكن من اخراجه من حياتي, اعرف انه ضعف وجبن مني, لكن هذا ما حدث, وهذا ما يحدث معي لحد الان, حاليا اعيش مع والداي انا وابنتي وذهب هو للعيش مع والديه, بحثت عن عمل بدات افعل ما في وسعي لسداد ديونه{ هو كذلك  يعمل} ولتخطي هذا المشكل ومحاولة البداية من جديد برفقته لا من دونه, في بعض الاحيان ابغض نفسي واحتقرها لاني لم استطع نسيانه و ولم استطع تركه بمفرده لمواجهة عقوبة ما فعله بنا, كان الاجدر بي ان ازج به في السجن بيدي, او على الاقل اتركه يواجه مصيره بمفرده والا اضحي بكل ما املك من اجل انقاذه, هو لم يفكر بي ولا بابنته, لم يفكر بتعبي وبعملي الذي قدمته له على طبق من فضة, لم يفكر بابنته وباستقرارها المادي والمعنوي, كان انانيا ولم يفكر الا بنفسه, لذلك كان الاولى ان اعامله بالمثل, لكن في كل مرة تراودني هذه الفكرة اسمع صوتا عميقا بداخلي يدعوني لعدم التخلي عنه ومد يد المساعدة له, فان لم يكن من اجلي من اجل ابنتي التي لا اريد ابدا لن ينعتها احد في يوم من الايام انه ابنة سجين , وانسان له سوابق عدلية.
انا لا اكتب اليوم هذه السطورلاطلب منكم الحل لمشكلتي , لان الحل واضح وضوح الشمس في يوم مشرق جميل, وانا من اتظاهر بعدم رؤيته, لكني احكي لكم قصتي لمجرد ان احكيها لكم, فلربما بكتابة هذه السطوراخرج ما بداخلي من غضب وقلق واكتئاب واحساس بالضياع, واتوصل الى الاحساس بنوع من الراحة والطمانينة والاستقرار الذي حرمت منه حتى في احلامي.

 

No comments